الجمعة، 13 ديسمبر 2013

تلكَ السنون الماضيات

تلكَ السنون الماضياتِ من عمري
جهلت فيها نفسي قبل الحاضرين
عانقت فيها شكًا خالطهُ اليقين
كم ليلة سرتُ فيها حائرًا
لم أكن أعلم إلى أين المسير
وحيدٌ بين ظلام و أنفاسي والقمر
لم أجد لي غير البحر ملاذ
والطرق الفارغة من كل شيء عداي
تائهٌ بأرض الحيارى
أصارع الضمير الذي صحى منذ سنين
صوتٌ عالق بذهني
"أيقظ الروح يا بُني
فإنّ العقل هو الضمير
فلا تغرق مع الغارقين"
فابتعدت عن الهوى و العاشقين
تأملت ما تبقى من العارفين
تحطم غرورهم بالجهل الدفين
مسار عقلٍ خطط له قبل الولادة
مظهر خلا من جوهرهِ
بحياة ضاع معناها واختلط مع الموت
فراغ رؤوس البشر برداء الملل
الوقت كالبرق لم ألمحه إلا انطوى
بانطواء السنين التي مضت
لم أعلم بأنها مرّت إلا عندما
تأملتُ للحظة الحياة والآخرين ونفسي
أمسي الذي تحول لذكريات جميلة مضت
ساعات اندثرت بين ثنايا ضحكة وبكاء خَفي
"فرصة أخيرة" لم تنتهي
و لقاء حتمي لم يبدأ بعد
سأرتقي السماء بأجفان أحزاني
بلحن ناي مُكسّر جريح
أتنفسُ الصبح وما تبقى من آمالي
ربما غدًا أو بعد قليل
ستزورنا -حتمًا- غيمة
زخاتها حلمُ الصبا
أغرق العمر
و كل حي بالأرجاء
حتى صديق البائس الحزين
الذي أبكته الحياة
سرقت منه الأحبة
وطعم الحياة
الذي كنت أبحث عنه أنا
أأبحثُ عن علمٍ او ربما حلمٍ
لست أدري
فنائي دنى أو بَعُد
كل ما عرفته بأنّ العمر حُلم
الحياة ترسل "كنايات" لنا "بعناية"
لكننا لا نَعي
ثانية تأمّل بما حولك
تكفيك من ثرثرة ساعات
تلك السنون الماضيات
هيّ أنتَ!


الخميس، 7 نوفمبر 2013

على باب مقهى أغرقه المطر


‏أرهقني ضجيج الحمقى بالمقهى
فخرجت أستنشق بعض هواء ومطر
بارد هو النسيم
بارد هو دم فؤادي
نبضاتي بدأت تتسارع
حلمي بدأ يتلاشى
زخات مطر تلطم رأسي
وصلت بخيالي عالمًا ثاني
بعيدًا عن أحاديث القهوة
بعيدًا عن تفاهات الحاضرين
لم أُفكر بقصائد ذلك العاشق الحالم
ولا ذاك الفيزيائي ونظرياته
بل كنت بوجداني
قريب جدًا من الحائرين
هُناك حيث أرض التائهين
كنت انا وحدي
‏ وحيد بين طيات الغياب
أنتظر عناق الهواء
واتأمل بكاء السماء
مرّ بخاطري مسلسل عمري وأحلامي
بإختصار مرّ ذكراها بعيني
مرّيت أنا ذلك الشاب الذي لم أعد أُميزه من الحاضرين
ملامحي إغتالها حُزن دفين
بلل المطر ملابسي
وبلل أيضًا ذاكرتي
هي كالزرع تنمو عندما يسقط المطر
خلفي يصرخ أحدهم: عُد إلى الداخل كي لا تصاب بالبَرد
أُأشر له بيدي إرجع فإني لست هنا
فأعود انا غارق بالتفكير
هل أعلى مستويات العقلانية هو عاطفة لما فُتن به الفؤاد؟
ام إنها بعض حماقات قدسها العاشقون؟
أعلم بأن العمر لا يكفي للتفكير العميق
قالها صديقي لي يومًا
دعك من التفكير والقدر سيأخذك إلى حيث لاتعلم
لا تُبالي يا صديقي أخبرته انا مُذ عرفت بأن خلايا المخ التي تموت لا تتجدد
لم أتوقف عن التفكير
دعني أستغل ثروتي
فأنا لم أعد أملك معشوقتي
هي كرهها جميع الحاضرين
ربما لأني دونما أشعر
أناديهم باسمها الثقيل
مَبسمها لم يغادر عيناي
هي كانت وجهتي عند حيرتي
حتى وإن كُنت لا أذكر اسمها
ولا أُميز ملامحها
ولم أُدون تاريخ لقائي بها
ولا فراقنا حتى
لستُ أدري أهي وهم ام حقيقة
ربما اسطورة غرزها مُدرس الرياضيات في الصف الرابع
ونبتت عندما كبرت انا
رعدٌ قاسي قطع حبل أفكاري
و رائحة القهوة تهيج خلاياي العصبية
لذلك سأدخل المقهى
و أحكي لهم قصة ليلى وذئبها
و عن بطولات نبلاء الشرق والغرب
وعن قصائد اليونان
وبعض حماقات الرومان
وعن معشوقتي التي كانت شبح
لم أراه ولكني شَعرت به وإن كان وهم وخيال

الأحد، 27 أكتوبر 2013

لاشيء سوى اللاشيء يا وطني

لاشيء سوى اللاشيء يا وطني
خبزٌ وقمح ضاق في جفني
وجرحٌ دامي الأزل يسكنني
لا أخشى العدل ولو كان بهِ كفني
تراب ربّاني بالأمس صار يدفنني
كل الأزقة تدعو وتضيق بالوهنِ
وأسوار شاهقة صارت كما الحفَنِ
وحلم أجدادي رحل مع السفنِ
وربيع العمر تساقطت بالحزنِ
نصيغ الحُزن بآهاتٍ ونعبده كما الوثنِ
ولحن الناي صار نشيدنا الوطني
أيا عقلٍ أرشدنا لكل طاهرٍ حسنِ
أكفنا أهوال دهر مفعم بالشجنِ
نفّر أبناؤه حتى صار بلا سكنِ
لم يجد مأوى عدا شتم الكهانِ
و أضواء أقمار أُغتيلت تُسمى شبان
جفف الدمع بمطرِ آمال شُطآني
تائهٌ بقلبٍ كما الحيران أبقاني
بنبضي حكايا أطفال مع زهر الاقحوانِ
حي صغير لا يعرف أبواب أحزاني
رفيقي كان كالروح و لغز بشرياني
مَبسمه الدائم فرح بحجم أطنانِ
كبرنا وصغر الحي في عيني
وأبعدت الأيام رفيقي فهو ليس داني
نسامر الأنجم بالسحر بكل هوانِ
وصار الشوق للمنفى كما الشوق للأوطانِ
حفظنا أغاني محاربي الأنس والجن
لن تجد أرواحنا يومًا بعض حنان
وتعطر العقل ببعض ترّاهات لسانِ
سأملك دبابة غدًا وسأفجر كل أحزاني
و هم ضاق بهِ صدري كأني انا جاني
لحلم يحمل طعم الحياة بعمرٍ أو عمرانِ
حتى لم أفكر يومًا أن أكون أناني
ماذا نفعل بدهر مُلِئ بقبح خوانِ
لاشيء سوى اللاشيء يا وطني
أبلغ سلامي كل من يحمل روح إنسانِ

الأحد، 28 يوليو 2013

ماذا جنيت من عامي المنصرم؟

ماذا جنيت من عامي المنصرمِ، هل كنت أنتظر المنية إليّ تنتمي؟

أم أتلافى كل الأماني والطرق، ألم يكفي بأنّي مُت في عامي خمسون مرة وعشت ألف غيرها، أم تراني أسير حيث اللامنتهى، أبحث عن شيء بهِ الأيام تحتذى، كأنّ الحياة قبر وسّع كل من على وجه البسيطة، وتراب الأرض يشكو ألا ابتعدوا! فإنّ تراب الدهور بدمكم تشبّع، وأديم الأرضِ منكم تصدع، ملأتم القاع بأحقاد وكره لم توجد الأرض لأجله، بل للحياة التي اغتلتموها بأمطار من سراب، ليتَ السماء تمطر أمطار شُحنت من نهر النسيان،  لعلّنا ننسى ونحيا في الحياة، حياة لم تُغلف بالممات، قيل لي: احذر فأنّ الجهل مُزدحم ابحث عن ملاذ غيره، فـدفنت الشباب والفؤاد معًا لأبحث عن ملاذ يليق بالعمر، تشبثت بروحي وتماسَكت أحاسيسي فهل سأجني فكر مترامي؟ أم كنجم من أعالي السماء سأهوي للضَلال المغلف بالأنوار! مع إشراقة كل صباح أبني قصور حياتي من الآمال والأحلام، وإذا المساء حلَّ تغمرني رياحه الحُبلى بأدمعي، أغرق بالمحن والزمن وأنسى كل ما بنيته برفقة الصباح، وجرحٌ دامي غزى كل ساعات أيامي، أتجاهلهُ تارةً وأنام بأحضانه أيام وشهور، لم أعد أبصر الحياة، ألوان الحياة تخنق أنفاسي، حياة الأوراق كانت أكذب صدق كُتب عن الإنسان، الواقع ينزف والأرض تنحب والسماء تأنُّ حرارة، وغناء الطيور قرب شُرفتي لم يعد يغري مَسمعي، ولا جمال الأزهار يعانق مَبسم أعْيُني، أما ضحكة الأطفال تلكَ، هي نقاء بسيط، لم يدنسها القدر، لم تعرف طعم الكدر، ضيعنا طفولتنا لنهرم في شبابنا، ألم العيش قوي، والممات منه أشقى وأقسى، أما الحياة قست علينا كتاجر جشع، آدم ذنبك ألقى العقاب علينا بلا إستثناء، أنزلتنا لجحيم بعد فردوسنا العُليا، حواء يا حواء أضعنا السماء والخلود تعثرنا، غرقنا بعد النفي يا أماه، بعت الخلود لتشتري أحزان ليالينا، بعدكِ نحن أشقى الأشقياء، أما ابنك هابيل نزف دماءه لهذا اليوم لم تقف، الأرض سالت دماءها الطُهر وضحايا اليوم لا تعدّ ولا تحصى، أمسينا وأصبحنا بكأس الذهب نشرب دماء أخانا، وتلك العيون جفنها أصبح حزن وأسى تبكي الشباب المقتول، وآذان العدل تناثرت أشلاء ودماء، والشباب لاهي يرقص على ألحان ذكريات الأنقاض في الظلام كالأشباح، وغبار الذكريات ذاك المؤلم للفواد، لم أزح الغبار بل دفنته أعمق التراب، نسهر كل ليلة منشدين للحياة أناشيد مُلأت فوضى أسميناها لحن أسود غزى الفضاء، وغدا الإحساس ذكرى عابرة، وسهاد العين كل ليلة نسامرهُ لم يملّ مِنّا، وذاك الموت يحلق أعلى رؤوسنا، فأنا هنا يا حمقى لاتنسوني، أخبروني فقط لمَ كل هذا الصراع لأجل جاه ومال، يا أحمق ستفنى سـتفنى، فالعمر لا يتسع لصراع وقتال، كل يوم أتساءل متى العالم سيحتفل بالسلام، ألا يكفيكم بأنكم اخوة بالإنسانية! نعم نسيت الإنسان اغتالوه في ليلة أنارها القمر، سأغسل آثامي بدم قلبي المطعون، كل جرح فيه خلّف وراءه ضحايا وأشلاء، لم أُبالي بها بحذاء النسيان ممرت عليها، لا ألم ولا إختناق ابدًا، فإني اليوم أجدّتُ تمثيل دور الناسي اللامبالي، وذاكرة الفولاذ تلك أتقنت فتح ملفاتها متى أحببت وأغلقها بإحكام، كل نبضة لي كتبها الزمان بكفه في كتاب الحياة، غدًا سيمحي الكفن كل ما كتبت وتذوب الأوراق وتجف الأقلام، لذا سأتلحف أحرفي وأنام.

الخميس، 11 يوليو 2013

سفر لزخات المطر

أخفض رأسي لوسادة الإسترخاء
أغمض عينايّ لأرى نفسي في الشتاء
وأنا في الصباح أطير بروحي  للمساء
وأرى الشمس تغرب من جديد
وتأتي السحب محملة بكل وعيد و رعيد
وأرى البرق يُقبّل هامتي
وأمسك بيد حبيبتي وأتأمل عيناها
أي حياة بداخلها؟!
وخصلة شعرها تِلك التي داعبت وجنتاي وأنا غارق بعينيها
أًقبل خصلاتها وأشم عطرها
ساءلتها والمطر أغرقني:
بحق السماء من أنا عندكِ؟
بسمة خجل رافقتها وقالت:
صديق، قريب، حبيب، أب، أم، ودنياي ومناي ومحياي وأتنفس من رئتاكَ
و رب الخلود أنت شيء جميل، لو خُيرت بين كل أشيائي المهمة في حياتي وبين البقاء معك لأخترتك أنت وكفى، عشقتكَ عشق لا يمكن لبشر أن يتصوره،
منذ أن عرفتك لم أرى غير طريق السعادة، فأنا أحيا بِك، لم أكتفي مِنكَ في الدار أريدك معي في الجنة، أريد الخلود معك أنا وأنت فقط، أنت لي وحدي، حتى لو تحدثوا الناس عني وقالوا حمقاء أفنت عمرها لرجل لن أُبالي، احقًا لا تعرف من أنت عندي؟ 
وتضحك عندها وترعد السماء لضحكتها
وتبدأ السماء بالإحتفال بنا
فتنزل رحمة منها على شكل مطر
وأركض مع جميلتي وفستانها مبلل
وأمرّ بقرب ذلك الشارع الذي أغرقته زخات المطر
وأمد يدايّ ورأسي مرفوع للسماء
وثغري باسم الإحياء
أقبل أول قطرة لامست شفتايَّ
وأدعي ربي وعينايّ ترمقاها:
لا أبقاني الله في يوم لستِ فيه
أريد الموت على صدرك
فضربتني وأدمعت عيناها:
أحمق أنت؟ لا تقل موتك، فعمرك طويل ولن أستطيع العيش بعدك، فموتنا جماعي يا روح فؤداي
وقاطعتنا ضحكات أطفال صغار
يلعبون ويمرحون لا يبالون بالأمطار
ذاك يسابق أخاه ليحصل على قبلة من أمه
والآخر يُخبىء لعبته كي لا تخرب
وتلك الملاك الصغيرة أفديها بعمري
تخاف فستانها الأبيض أن يتسخ
وتغضب أمها
وأمّا بائع الخضار ذاك
فرحٌ ويقول ربي أغسلت بضاعتي برحمتك
فأرزقني من خيرات رزقك
وفجأة أسمع صوت يُنادي:
أخي قُم ألم يحن ميعاد عملك؟!
فأخبره بتعجب: اليوم إجازة يا شقيقي!

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

أنين قهوة الصباح

صباح الثلاثين من شعبان
حملت اسم الثلاثاء
وجعلت القلوب صماء
ماذا حملت؟ قل لي أرجوك؟!
بالأمس وحتى هذا الصباح
إنهلت عليَّ التهاني بشهر يقال بأنهُ *خير الشهور*
أتعلم يا شهر أي خيبة حملت لي؟
كنت أحسب بأنها أول المُهنئين لي
فكل رسالة كانت تحمل التهاني و الورود
كُنت أنتقل لنهاية الصفحة
باحثًا عن اسمها
حتى ظننت بأنّ اسمها مُشفر بأحد تلك الصفحات
لا أجد حرفًا يشابه حرفها
أحقًا هي لن تأتي ولو كاذبة كي تقول
 *كل عام وانت الخير، و رمضان مبارك بك*
كل الدعوات التي أرسلتها للسماء لا أريدها حقًا
أريد واحدة فقط
دعوتها أمام عينيها رفعت رأسي للسماء وقلت
*يا إلهي لا تبقي أنفاسي في يوم لا أتنفسه من رئتيها*
لم تستجبها يا إلهي!
حتى إقتربت للكفر والإلحاد
-شككت حتى بوجودي أنا في هذا الوجود
هل أنا عدم أم شيء من خلود رمادي قاحل اللون
كُل ما تراه عيناي صور مجردة الإحساس
عرفت سرّ الوجود
هيَّ سرّه
كانت تبثُ الحياة في الحجر
حملتني من جزيرة مهجورة مُحترقة أشجارها
إلى  قلبها الفردوسي-
لماذا أنا يا إلهي؟؟!
هي دعوةٌ بسيطة التحقيق
دعني أموت بشكل أسرع
-أمام منزلها سيارة تمرّ كالبرق تطير بي للسماء مثلًا-
فأنا الآن أموت بشكل بطيء
ذقت مرّ الحياة وكل من يعلمني يعلمهُ
وهيَّ تعلم كل ما أخفيه وأجهره
كانت تداوي جراحي كل مساء
بعد كل معركة أخوضها بين طيات السماء
بلسم كانت لي و الرب
بإبرة تُخيط كُل جراحي بعبق من روحها
تتجرع دموعي بشفتيها
ترسم البسمة رغم أنف الألم
لا أذكر يومًا لم تقف بجانبي
كانت تشهر سيوفها ضد كُل حجر يقف بطريقي
وحتى بعد غيابها
لم تشهر سيفًا عليّ
سَحبت دروعها من فوق رأسي و أزاحت روحها عنّي
وهي تستر دمعتها بِكمها قالت:
أنا سأكون أعمق جرح مرّ عليكَ
و رحلت..! 
               رحلت..!
                              رحلت..!

الأحد، 23 يونيو 2013

ذات مساء

ذات مساء
بعد الدمعة الثانية في منتصف القبلة الأخيرة
والقمر ليلتها كان حاضراً يرانا وينيرنا
لامست خصلة شعرها بحسرةِ
وهمست في ثغرها
وعينايَّ غرقت بزخات الدموع
وتتأمل تلك الشموع الحمراء خلفها
قرب مذكراتي وقلمي وصورة جمعتنا
ونعم هذا خاتم حُبنا نُقشَ فيه طلاسم عشق تخصنا
وأعلى الجدار محفور قلب بجانب صورة زفافنا
فأحسست شيء يمطر على صدري فأفقت من رحلة العمر بأفكاري
فرأيت قمراً يبكي كأنهُ رأى لحدي وضاق الصبر من عندي
وبقساوة أمتلأت وجنتاها بحر دمع ذاق الشفتان ولم يجري
وبأنامل خشنةٍ مسحت ما فعل القدر
لم أكن أعلم ما العمل
وبصوت مخنوق وجعا صَرَخَت: أهذا الفراق يا وجعي؟َ!!
فأجبتها: شاءت الأقدار ولم نشاء يا قمري
أتذكرين يوم كنا على الصخرة منفردان
نناجي أمواج البحر مبتسمين
قلت لكِ أنظري القمر هذه الليلة يا فؤداي
أنه يشعرني بشعور لستُ أفهمهُ
كان بدر مكتملاً
فقلت لك احذريه
كهذه الليله كان ولكنه الآن قرر أن يرانا مفترقان
بلا رحمة يقتل الأمل فينا ويرمي الأماني بعيداً


وكنت أفكر بحياتي ما حياتي؟

قضيت حياتي معها او بعيداً عنها أتأمل صورتها واقبلها او ربما اكتب عنها او افكر بها
فكانت بإختصار هيَ حياتي
وعندما دقت الساعة "رحيل"
همست لها عديني
قبل أن تتركيني قبّلي نحري وعلى الشريان والوريد اخنقيني ولا تتركي لي نفساً بعدك
فأنتِ أعلم بحالي أنتِ دنياي ومناي مشربي ومحياي وأنفاسي وروحي والفؤاد
لأي سبب أعيش بعد هذا كله؟
أخبريني أخبريني وبوعدكِ دثريني

الجمعة، 14 يونيو 2013

جسد بلا روح و قلب

كان هنالك شابٌ وسيم لطيف
كان يعرف بضحكتهِ التي لاتفارق شفتيه
وبشاشته الفاتنة
كان يجذب كل من رآه
كان قلبُ وروح وصفاء لا افتراق بينهم
وسمتهُ أمه بـ "جسد"
وله صاحب يكاد يفوقه لطافة وجمالاً
جمال الروح والأخلاق اجتمعا في وجنتيه
ولُقب بـ "روح"
كانا كالأخوين و أكثر
ترعرعا في نفس الحي منذ طفولتهما لم يفترقا
كانا كأهل وأكثر هذا يقبل رأس أم ذاك
لا فرق فـكانت لهم أمّان لا واحدة
لا يمر وقتٍ بدون اجتماعهما
لا يفرقهم إلا النوم
في يوم التقى "جسد" بـ فتاة في أحد أزقة الحي
أستمر ينظر لعينيها لساعات طوال
هو لا يشعر بالوقت
وهي أيضاً نسيت نفسها
وأول كلمة صدرت من "جسد" أحبكِ
-ما أسمكِ؟
- قالت "قلب"
-فقال هيا أدخلي فأنا جسد أحتاج لقلب وأملك روح
دخلت ذلك الجسد فدهشت لم ترى من قبل كهذا
كان طهارة ونقاء ودهاء وذكاء
وجمال وكمال وعطاء
وأصبح بينهم توافق عجيب
في فترة قصيرة
من نظرة يعرف بما داخلها وهي أيضاً تعرف ما يفكر به
لم يختلفا ابداً ابداً على شيء
"روح" يخاطب "جسد":
- يا صاحبي أنا أعلم بحالك وأعرفك منذ طفولتنا ولن أقول ما سأقول إلا لمحبتي إياك وأنت أعلم بمكانتك عندي والرب يشهد، أرجوك 

أرجوك إبتعد عنها فأنها ستسبب لك ألم وجرحاً لن يشفى
- وأجابه مبستماُ: وهل يحيا جسد بدون قلب ونبض؟
ومرت الأيام وأتفق "جسد" مع "قلب"
سيتزوجا قريب في هذه الأيام
وكل من يعرفهما يعلم بأن "قلب" ليست إلا لـ "جسد"
وصلا لمرحلة روحان في جسد واحد وفكر واحد ايضاً
حلقا عالياً بأرواحهم وصلوا لخارج الكون وصنعوا كوناً خاصاً بهم
كان جميع العاشقين يغارون منهم
تسببا في فراق الكثيرين لدافع الغيرة
فكان ميثاقهم:
"مهما حصل لن يفرقنا سوى عالم الأرواح أحدنا في الأرض والآخر في الفردوس ينتظر"
وبعد مرور شهور وربما سنين
كان "جسد" عائد إلى منزله كانت الساعه 2:47م
استقبلتهُ أًخته الشقيه فقالت:
-هذه الليله ستتزوج "قلب"!
- فأجابها ضاحكاً كفاكِ يا أختاه فأنّي اليوم مُتعب، ليسَ هذا وقت للمزاح
- فهمست له لستُ بمازحة والرب
فحسَّ بالكون يتلاشى أمام عينيه انهمرت تلك الدموع
ورحلت تلك البسمة
شعر كأن الكون أنطبق عليه لا أنفاس ولا كلام ولا حتى رؤية
فخرج مسرعاً
ركب سيارته
إتصل بها فقال ماهذا؟
أجابته هذه الحياة
ورمى بهاتفه على الطريق
ورحل 
إلى اين؟
لا هو يعلم ولا هم يعلمون
فخرج خارج مدينته رحل لمدينة ليسَ يُعرف ملامحه فيها
وبقي وحيداً بشقةٍ بعيده كان يقضي نص يومه مُستلقي على أريكته الفاخرة
والنصف الآخر كان على فراشة الدافئ
قضى هناك أيام وشهور لا يميز يوم عن آخر سوى دموع تدرف أكثر
وعين يزداد احمرارها وجسد ينحف وينحف وتلك اللحية تزداد شيبا وشَعراً

 وفي منتصف الليل سمع شخصاً يحاول فتح باب الشقة
حاول وحاول لم يستطع
فأخذ يضرب الباب ضرب ملهوف
فخرج "جسد" مُسرعاً ليعرف من هذا فلا أحد يعرف مكانه ابدا
فتح الباب فأنقضَ عليه "روح" بإحتضنه
-فقال يا صاحبي إنّي أبحث عنك منذ شهور
صدقني بأنّ الحياة لن تقف على "قلب" 
فنحن هنا ونشتاقك دوماً ونريدكَ بيننا
فـ وربي فراقك صعبٌ يا أخي
- فأجابه باكياً لا أريد الحياة فدعني أموت هنا
بين نفسي ونفسي 
فلا حياة بعدها
قسماً بأني اتمزق كُل يوم 
لم تبقى حياة
فأنا منذ أول لقاء لي بها
تخيلت حالنا بعد أن نكهل ويغزو الشيب رؤوسنا
قالت لي أحبك
فمجرد انتهاء الكاف 
رأيت كل شيء
قبلتنا الأولى ولذهتا و وقوف الكون فيها
رأيت قسماً بأني رأيت حفل زفافنا وهي خجلة بين صديقاتها تضحك وترمقني
وامي كان فرحة ليلتها وأبي لم يستطع إخباء فرحة فعيناه فضحتاه
ورحيلنا لمنزلنا الجميل بنفسها اختارت كُل شيء به
ورأيت سفرنا بسيارتي ماسكاً يدها وأقبلُ بطنها المملوء بمولودنا الأول
ورأيت ولدي الشقي يتعبها
ورأيت الكثير الكثير 
حتى وصلت للفراش الأبيض المؤدي للفردوس
ورب السماء كيف تريدين أن أعيش بعدها؟ فلم تبقى لي حياة
- فقال "روح" انتظر واسمع
فأخذ هاتفه وكلم أم "جسد" واباه
فقالا تعال يا بُني فإن فراقك يحرقنا ...
حتى انتهوا
ولكن "جسد" بقي على حاله مُتبلد جداً
فأخذ "روح" يضرب "جسد" ضرباً مُبرحاً
ولا شيء تغير
فخرج "روح" أحضر سكيناً لم يرى "جسد" أكبر منها
فقال وربي أحدنا سيموت هذه الليلة اقتلني أو أقتلك
أو هيا أخرج معي للحياة
بعد نقاش وضرب خرج "جسد" برفقة "روح"
فسأل "روح" :
وأن فقدتني ستفعل كُل هذا؟!
- فأجابه ضحاكاً سأقيم حفلاً وأرقص فيه حتى التعب
سيكون عيداً
كانا عائدين إلى مدينتهم الجميلة
كان "جسد" ينظر لصاحبه مُبستماً وأخذتهم الأحدايث
وفجأة لا احد يعلم كيف
سمع صوت الفرامل القوي وبعدها فقد "جسد" الوعي لدقيقتان أو أقل ربما
فتح عيناه لم يرى إلا حطام ودماء
فأسرع لصاحبه فرآه مضرجاً بدماءه
لا يعلم ما حاله كان يواجه صعوبة في التنفس
فمسكه بيديه وحطه على فخذه 
أنت على مرام يا صاحبي لا تبتأس فأنا هنا وأنت لن ترحل
ودقايق وحضرت سيارات الاسعاف 
كانت اضواءها تملئ المكان
وتجمع الناس حولهم
كان "جسد" مرافق "روح" في سيارة الأسعاف
ماسك بيديه مُحدقاً لعينيه
فجأة أنقطع نفسه
فكبى "جسد" فقال أنت حي لم ترحل أعلم
فأبعده الأطباء
وفارق "روح" الحياة  بيني يدي "جسد"

فبقى "جسد" بلا "روح" و "قلب"

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

حُـبٌ لَـم يَـمت

كان حُبا قدراً
كالموت يأتي على حين غفلة
لا إختيار ولا إنتظار
كان يسرق البسمة من الشفاه
ويحيي كل دمع في انصهار

گانْ سَعادةً و أملاً
ملء قَلبِي حُبـاً 
ورسَم بَسمةً و فَرحاً 
و أهدانِي قُبلاً 
حتى حلة لعنة الفِراق علينَا ورحَل تَارگاً ألماً

كان عشقنا يا معشوقتي
يعلو بروج السماء
نتلاقى هناك ونرى الناس
صغار وظلال لم يكونوا شيئاً
كنا كل شيء
طموحي على واعتلى من راحة كفيك

گنّا بِـ الحُـب نَتغنى
و على نبضَات قَلبگ رقصنَا
و عَانقنَـا حظاً جَمعنَا
و لِـ السَمـاء الثَـامِنه طِرنَا

كان حبنا أغنية تُطرب العاشقين
وخصلة شعرك سبب لفراق كثير من المحبين
وعيناك قتلت الكثير لأجلها
وفراقنا لم يكن الا غاية في نفس الحب

گانت إتِسامتگ تَفتِنْ فَتيات الحِي ، و عِنَاقِي لگ يَستَثيرهم غيـضاً
أخبرنِي بِـ ربگ .. 
أ فِراقُنَـا حَسـد ، أو تَمتَمـت سَحـر ؟!

لم يستطع الحسد ولا السحر
أن يفرق بين روحينا
ولكن الحُب هو جمعنا
ونفسه فرقنا
وأي فراق يحمل قُبلة حارقه
قلت لك بُعدكِ قاتلي
فبعدتِ

تَاه قَلبِي بَينگ و بَيـن عَقلِي 
عِنَـادگ دمرنِي ، و گبريَائِي بقِي بِـ جَانبِي 
حتى فَارقتنِي
و فِراقگ ألم بِـ نگهة المَـوت 

أنسيتي ميثاق حبنا
مهما حصل لن يُفرقنا سوى عالم الأرواح أحدنا في الأرض والآخر في الفردوس ينتظر
أتذكرين حال شقتي؟
بقيت كما هي وانا


أنسِيت تَضحياتِي و صَبري 
أنسِيت ضِحگي و فَرحي معگ
أم أنهَـا لم تَروقگ فَـ محيتهَـا بِـ فِراقگ

أنسيتي أبن جارتنا الأبله
أنسيتي ضحكتك معه
وكأني لستُ أدري
غيرتي قاتلة
لم يمت من حادث سير
بل انا بسيارتي قتلته
كان فؤادي وروحي لك


آوآآآآه يَا أنتَ 
أيگفِي عِتاباً يُخنقنِي
ألنْ تُعانقنُي ، أو تَحتفِل بِـ عَودتِي

لم يكن هذا إلا حرارة شوقي وحنيني
هذا عناق تليه قبلة
عُدتِ وعُدت أنا
الآن أنا حـــي



إذاً أقتَـرب فَـ فِـي ذات العِنَـاق هُنَـاگ هَمسه 
" إنِي أحبگ يَا فِتنة "
تَلي الهَمسة قُبلة
و حُبـاً يَمتد إلى نهاية الأرض

قَربي ثَغركِ مني
سأحكي لكِ حكايا
شوقي وعشقي وحبي
بقبلة لن تنتهي
تتوقف عقارب الساعة والكون فيها
رائحة عطركِ أعشقها

أتحگي حِگاية أم تُثملنِي
ريقگ العَذب طعمة مَـا زال يَحضرنِي
نَبِيـذي و بِـه أهذِي
و أرتَمي بَيـنْ أحضانگ 
و أستسلم لگ يا رجلي

سأضمك لأحضاني وأرفعك عاليا
وأرمي بكِ على أريكتنا الفاخرة
وأتنفس أنفاسك فأني مُدمن لها
حتى أدخل في سبات عميق
"أحبك، أعشقك، أدمنتك


أسمع قَصيدة گتبتُهَا فِـي عينَيـگ
أسمع لحنـاً لِـ أجلگ
أسمع نبضـاً يَحگي حُبـگ
و أهدنِي قُبلة فَـ أنا شَاعرتگ

اسمعي نغمة هاتفي
نعم هذا نبض قلبك
ولم تكن نغمة المُنبه إلا صوتك
بِكِ أبدأ يومي
بك أحيا
أنتِ أميرتي وحياتي وروحي وفؤادي ودمائي




أوكتافيو -  octavio   @octavi0o

الأحد، 12 مايو 2013

سرّ الوجود


تأمل الهدوء .. انصت للصمت .. أنت تسمع أنين الكون وخفاياه

أنا أفعَل الآن .. كيفَ حزرت ؟

لأني أشاركك ذلك .. رأيت روحكِ خارج الكون ترى مالا يُرى .. كُنت خلفكِ ألم تلاحظيني!

حينَ رحلتُ خارج الكون..حملتُ معي بعضاً من جاذبيتك .. تحميني من التيه في الفضاء الواسعْ ! كيف أراك خلفي وأنتَ بداخلي ؟

لم أُبصر إلا نور و رائحة فاتنة .. كُنت أظن انه نور الحقيقة .. لم أعلم إني بداخلك وأنتي كُل الحقيقة

وأينَ يستمدُ النجمُ نوره ،والقمَر سطوعه الاّ من الشّمسِ وإن غابت وإن نامت وإن كسفت وإن غضبَت ! أنتَ الشمس وكُل نورٍأنت مبعثه.

وأنتِ مجموعة الأشعة الأثيرية الناتجة عن التفاعلات النووية في باطني بفعل اشتقاقك الهيلوم من ذرات الهيدروجين .. بدونكِ أنا عدم ظلام

وأذوب في حِممك وتهتزالأرض بي وتربو ،وتخسف بي وتعلو،ويتحلل وجداني لمليون قطعة وقطعة في كيميائك وأتطاير فرحاً في درب تبّانة جديدة!

على بُعد ٥٠٠ مليون سنة ضوئية كونت لي كون أنتِ كينونته أنا و و وجدانكِ غارقين في الخلود ونُحدق في أينونية الأين .. أنا و الكون /أنتِ

ماحاجةَ لنا بعالم نسكنه والعوالم تسكننا ومنّا تُخلَق أكوانٌ وأكوانُ !

أم الكواكب أنتِ فمنكِ ولدت النجوم والأقمار، وتضيئي للبشر طرقهم