الخميس، 7 نوفمبر 2013

على باب مقهى أغرقه المطر


‏أرهقني ضجيج الحمقى بالمقهى
فخرجت أستنشق بعض هواء ومطر
بارد هو النسيم
بارد هو دم فؤادي
نبضاتي بدأت تتسارع
حلمي بدأ يتلاشى
زخات مطر تلطم رأسي
وصلت بخيالي عالمًا ثاني
بعيدًا عن أحاديث القهوة
بعيدًا عن تفاهات الحاضرين
لم أُفكر بقصائد ذلك العاشق الحالم
ولا ذاك الفيزيائي ونظرياته
بل كنت بوجداني
قريب جدًا من الحائرين
هُناك حيث أرض التائهين
كنت انا وحدي
‏ وحيد بين طيات الغياب
أنتظر عناق الهواء
واتأمل بكاء السماء
مرّ بخاطري مسلسل عمري وأحلامي
بإختصار مرّ ذكراها بعيني
مرّيت أنا ذلك الشاب الذي لم أعد أُميزه من الحاضرين
ملامحي إغتالها حُزن دفين
بلل المطر ملابسي
وبلل أيضًا ذاكرتي
هي كالزرع تنمو عندما يسقط المطر
خلفي يصرخ أحدهم: عُد إلى الداخل كي لا تصاب بالبَرد
أُأشر له بيدي إرجع فإني لست هنا
فأعود انا غارق بالتفكير
هل أعلى مستويات العقلانية هو عاطفة لما فُتن به الفؤاد؟
ام إنها بعض حماقات قدسها العاشقون؟
أعلم بأن العمر لا يكفي للتفكير العميق
قالها صديقي لي يومًا
دعك من التفكير والقدر سيأخذك إلى حيث لاتعلم
لا تُبالي يا صديقي أخبرته انا مُذ عرفت بأن خلايا المخ التي تموت لا تتجدد
لم أتوقف عن التفكير
دعني أستغل ثروتي
فأنا لم أعد أملك معشوقتي
هي كرهها جميع الحاضرين
ربما لأني دونما أشعر
أناديهم باسمها الثقيل
مَبسمها لم يغادر عيناي
هي كانت وجهتي عند حيرتي
حتى وإن كُنت لا أذكر اسمها
ولا أُميز ملامحها
ولم أُدون تاريخ لقائي بها
ولا فراقنا حتى
لستُ أدري أهي وهم ام حقيقة
ربما اسطورة غرزها مُدرس الرياضيات في الصف الرابع
ونبتت عندما كبرت انا
رعدٌ قاسي قطع حبل أفكاري
و رائحة القهوة تهيج خلاياي العصبية
لذلك سأدخل المقهى
و أحكي لهم قصة ليلى وذئبها
و عن بطولات نبلاء الشرق والغرب
وعن قصائد اليونان
وبعض حماقات الرومان
وعن معشوقتي التي كانت شبح
لم أراه ولكني شَعرت به وإن كان وهم وخيال