الجمعة، 13 ديسمبر 2013

تلكَ السنون الماضيات

تلكَ السنون الماضياتِ من عمري
جهلت فيها نفسي قبل الحاضرين
عانقت فيها شكًا خالطهُ اليقين
كم ليلة سرتُ فيها حائرًا
لم أكن أعلم إلى أين المسير
وحيدٌ بين ظلام و أنفاسي والقمر
لم أجد لي غير البحر ملاذ
والطرق الفارغة من كل شيء عداي
تائهٌ بأرض الحيارى
أصارع الضمير الذي صحى منذ سنين
صوتٌ عالق بذهني
"أيقظ الروح يا بُني
فإنّ العقل هو الضمير
فلا تغرق مع الغارقين"
فابتعدت عن الهوى و العاشقين
تأملت ما تبقى من العارفين
تحطم غرورهم بالجهل الدفين
مسار عقلٍ خطط له قبل الولادة
مظهر خلا من جوهرهِ
بحياة ضاع معناها واختلط مع الموت
فراغ رؤوس البشر برداء الملل
الوقت كالبرق لم ألمحه إلا انطوى
بانطواء السنين التي مضت
لم أعلم بأنها مرّت إلا عندما
تأملتُ للحظة الحياة والآخرين ونفسي
أمسي الذي تحول لذكريات جميلة مضت
ساعات اندثرت بين ثنايا ضحكة وبكاء خَفي
"فرصة أخيرة" لم تنتهي
و لقاء حتمي لم يبدأ بعد
سأرتقي السماء بأجفان أحزاني
بلحن ناي مُكسّر جريح
أتنفسُ الصبح وما تبقى من آمالي
ربما غدًا أو بعد قليل
ستزورنا -حتمًا- غيمة
زخاتها حلمُ الصبا
أغرق العمر
و كل حي بالأرجاء
حتى صديق البائس الحزين
الذي أبكته الحياة
سرقت منه الأحبة
وطعم الحياة
الذي كنت أبحث عنه أنا
أأبحثُ عن علمٍ او ربما حلمٍ
لست أدري
فنائي دنى أو بَعُد
كل ما عرفته بأنّ العمر حُلم
الحياة ترسل "كنايات" لنا "بعناية"
لكننا لا نَعي
ثانية تأمّل بما حولك
تكفيك من ثرثرة ساعات
تلك السنون الماضيات
هيّ أنتَ!