حرفي هو حرّ في ذاته، لا اخفيك سرّا انا نفسي لا استطيع التحكم به،
او ترويضه كما اشتهي إن صح التعبير، أحيانًا تغزو ملامحي السعادة وحرفي
غزاه حزن الأرض وأنينها، ربما هو ابن عاق لأبيه، لكنه بار لأمه الأرض
والحياة التي نزف لأجلها، كجندي حمل روحه واتجه للموت بلا رجعة، لم يفكر
بشظايا الرصاص المتانثر فوق أشلاء الضحايا لأنها همست انت بركان ثائر
تجمّد، هو يعلم ربما يفقد يده بهذه المعركة ولعلّه يبحث عن نفسه يحاول أن
يتحسس ملامحه ولكنه لا يراها، لأنها اتسعت لتخرج من ذاته لهذا الكون الأوحد
الذي نزرع أنفسنا بين دفات هذا التراب او الفضاء البعيد خارج مجرة الجسد
الذي يلهو كطفلِ لم يصغر يومًا ما، هو ذرّي بحبره الجائر على أسطح الأوراق
وربما تطور ليعلن الملاحظات كوطن رسمي لعزلته الدائمة التي لا ينفك عنها
ابدًا، ينزع الأيام كأوراق الخريف ويبعثرها بين العابرين قرب مرافئ حبره
القاني، ويشتاق للشتاء كلما رحل وبقى! يمعّن النظر بتجاعيد السماء يبحث عن
قطرة مطر لتذهب الظمأ، ظمأ الفؤاد والروح معاَ، وحينًا آخر يزور غابات
البشر ليجمع الفكر المتراكم وحصاد آلاف السنين الغابرة، يصفع فكرة ويقبّل
اخرى، ولكنه يقتلهم جميعًا، لأنه يؤمن بسماءه لا أراضيهم!