ربما نتساءل كيف صمدت رواية روسية منذ عام ١٨٨٠م الى يومنا هذا
لم يهمشها الزمن أو بُعد المسافات من الغرب الى الشرق
اخترقت المسافات والمكان
لم تكترث بل واصلت سيرها وكأنها ظل الإنسانية الأبدي الذي لا ينتهي ولا يخشى السقوط بالعدم
هنا تتجلى الإنسانية بكل وضوح
انبثقت من ثلوج روسيا والشتاء الطويل
وكان هدفها الأسمى هو "الإنسان"
مهما كان عمره أو وطنه
فهي للجميع
وكأنها كُتبت لكل شخص بكونه فرد مستقل
فيودور دوستويفسكي هو روائي بكل ما تعنيه الكلمة
هو إنسان عبقري، يستطيع فصل ذاته عن الشخصيات وكأنه مجرد مشاهد او ناقل لا أكثر، يمتلك بعقله شبكة ضخمة مصنوعة من البشر والأحداث
واقعي جدًا لن تشعر بالغربة معه
منذ دخولك حتى الخروج
يردد دائمًا: هذا ماقُيل بعد الحادثة بقريتنا
والكثير من التفاصيل ينقلها بغير يقين "ربما" "او" "هذا ماقيل ولكني استبعده"
وكأنه حدثٌ حقيقي لا يستطيع التحقق من صحة ماتداول عنه
أشعر بأنني كنت بتلك القرية بكل تفاصيلها الدقيقه فعندما يكتب فيودور دوستويفسكي "قريتنا" لا أشعر بأي غربة بل بالإنتماء
ومعهم بتلك المحكمة أُزاحم الحشد، لم ألاقي كرسي لأجلس لكنني بقيت واقفًا مع الآخرين، وأُصفق للمحامي العبقري سريع البديهة
فيودور دوستويفسكي يرسم الحيرة المتدفقة من أعماق الإنسانية ويغرس القلق الملازم للروح، لهذا الإنسان التائه بأرض الوهم المزخرف بالحقيقة
يزور أعماق النفس ويصوّرها بكل إيمانها وشكها وصراعاتها التي لا تنتهي
يتعامل مع كل شخص بكونه "إنسان" فريد لا يشبه أحد، له فكر مستقل مهما كان مظهره الخارجي، وهذه رسالة للتعامل مع كل إنسان بهذه الطريقة، وليس بالصورة النمطيه والقوالب الجاهزه
عائلة كارامازوف تمثل الإنسانية
وروسيا تمثل كل المجتمعات البشرية
الكاتب هنا فصل شخصيته وآراءه عن أبطال روايته
كل رأي أو فلسفة يطرحها بكل قوتها كما يطرح نقيضها بنفس القوة
لا يوجد أغبياء او ضعفاء، بل الجميع أقوياء وضعفاء
حتى الرأي المخالف للكاتب قوي بعكس أغلبية الروايات الاخرى، يركز على شخصية ورأي واحد وكأنه بطل خارق (سوبر مان) وباقي الشخصيات والآراء "لا شيء" ضعفاء وحمقى ولا يمتلكون ذرة عقل، هنا العكس تمامًا، الكاتب يتقمص كل شخصية وكأنها هو فعلًا يحيا بداخلها ويفكر بعقلها ويرى بعينها، وهذا واضح جدًا عند المقارنة بأليوشا وإيفان، أو وكيل النيابة والمحامي
لا يوجد شخصية تحمل شر مطلق أو خير مطلق، كواقعنا تجد الخير بأكثر الناس شرًا، والشر بأكثر الناس خيرًا
حس المفاجأة قوي جدًا
كل ما ستتوقعه سيتبخر
وأحيانًا يُلمح بما سيأتي
ويصرخ: أنظر أنت عبقري توقعت الأحداث فعلًا!
لكن لا، هو من غرسها برأسك مع تلميحاته الخفية وكأنها استنتاجاتك
أغلب الظن بأن فيودور دوستويفسكي يصور ذاته بكل تناقضاتها بشخصيات روايته العظيمة، وكل شخصية تمثل مرحلة من حياتها
وكأنه يقول: "أسير بقلب قديسٍ وتحسبني زنديقا"
فارق دوستويفسكي الحياة عام 1881 فمشى في جنازته ثلاثون ألف شخص تقريباً, وعم الحزن روسيا كلها
وهذا ما تخيلته عندما انتهيت من هذه الرواية
لم يهمشها الزمن أو بُعد المسافات من الغرب الى الشرق
اخترقت المسافات والمكان
لم تكترث بل واصلت سيرها وكأنها ظل الإنسانية الأبدي الذي لا ينتهي ولا يخشى السقوط بالعدم
هنا تتجلى الإنسانية بكل وضوح
انبثقت من ثلوج روسيا والشتاء الطويل
وكان هدفها الأسمى هو "الإنسان"
مهما كان عمره أو وطنه
فهي للجميع
وكأنها كُتبت لكل شخص بكونه فرد مستقل
فيودور دوستويفسكي هو روائي بكل ما تعنيه الكلمة
هو إنسان عبقري، يستطيع فصل ذاته عن الشخصيات وكأنه مجرد مشاهد او ناقل لا أكثر، يمتلك بعقله شبكة ضخمة مصنوعة من البشر والأحداث
واقعي جدًا لن تشعر بالغربة معه
منذ دخولك حتى الخروج
يردد دائمًا: هذا ماقُيل بعد الحادثة بقريتنا
والكثير من التفاصيل ينقلها بغير يقين "ربما" "او" "هذا ماقيل ولكني استبعده"
وكأنه حدثٌ حقيقي لا يستطيع التحقق من صحة ماتداول عنه
أشعر بأنني كنت بتلك القرية بكل تفاصيلها الدقيقه فعندما يكتب فيودور دوستويفسكي "قريتنا" لا أشعر بأي غربة بل بالإنتماء
ومعهم بتلك المحكمة أُزاحم الحشد، لم ألاقي كرسي لأجلس لكنني بقيت واقفًا مع الآخرين، وأُصفق للمحامي العبقري سريع البديهة
فيودور دوستويفسكي يرسم الحيرة المتدفقة من أعماق الإنسانية ويغرس القلق الملازم للروح، لهذا الإنسان التائه بأرض الوهم المزخرف بالحقيقة
يزور أعماق النفس ويصوّرها بكل إيمانها وشكها وصراعاتها التي لا تنتهي
يتعامل مع كل شخص بكونه "إنسان" فريد لا يشبه أحد، له فكر مستقل مهما كان مظهره الخارجي، وهذه رسالة للتعامل مع كل إنسان بهذه الطريقة، وليس بالصورة النمطيه والقوالب الجاهزه
عائلة كارامازوف تمثل الإنسانية
وروسيا تمثل كل المجتمعات البشرية
الكاتب هنا فصل شخصيته وآراءه عن أبطال روايته
كل رأي أو فلسفة يطرحها بكل قوتها كما يطرح نقيضها بنفس القوة
لا يوجد أغبياء او ضعفاء، بل الجميع أقوياء وضعفاء
حتى الرأي المخالف للكاتب قوي بعكس أغلبية الروايات الاخرى، يركز على شخصية ورأي واحد وكأنه بطل خارق (سوبر مان) وباقي الشخصيات والآراء "لا شيء" ضعفاء وحمقى ولا يمتلكون ذرة عقل، هنا العكس تمامًا، الكاتب يتقمص كل شخصية وكأنها هو فعلًا يحيا بداخلها ويفكر بعقلها ويرى بعينها، وهذا واضح جدًا عند المقارنة بأليوشا وإيفان، أو وكيل النيابة والمحامي
لا يوجد شخصية تحمل شر مطلق أو خير مطلق، كواقعنا تجد الخير بأكثر الناس شرًا، والشر بأكثر الناس خيرًا
حس المفاجأة قوي جدًا
كل ما ستتوقعه سيتبخر
وأحيانًا يُلمح بما سيأتي
ويصرخ: أنظر أنت عبقري توقعت الأحداث فعلًا!
لكن لا، هو من غرسها برأسك مع تلميحاته الخفية وكأنها استنتاجاتك
أغلب الظن بأن فيودور دوستويفسكي يصور ذاته بكل تناقضاتها بشخصيات روايته العظيمة، وكل شخصية تمثل مرحلة من حياتها
وكأنه يقول: "أسير بقلب قديسٍ وتحسبني زنديقا"
فارق دوستويفسكي الحياة عام 1881 فمشى في جنازته ثلاثون ألف شخص تقريباً, وعم الحزن روسيا كلها
وهذا ما تخيلته عندما انتهيت من هذه الرواية
