السبت، 30 سبتمبر 2017

عيد ميلادك

عيد ميلادك.

دعونا نتفق على بعض المفاهيم، السنة هي الفترة التي تستغرقها الأرض لدورانها حول الشمس.

 من الجيد أن تعلم: يبلغ عمر كوكب الأرض حوالي 4.54 مليار سنة.

 كوكبنا كهل أكثر مما نتخيل!

ربما يكون هذا النص سوداوي بعض الشيء، خالٍ من الألوان ومليء بالحقائق الواقعية.

لا أعلم لماذا الناس سعداء جدًا، عندما يمر عام إضافي لوجودهم بهذا الكوكب، يحتفل بهم الأصدقاء والأحبة.

أكثر شيء يحزنني هو عندما أعلم بموعد يوم مولدي السنوي، أو من أحب، لأن هذا يعني ان عام نقص من العمر، من وجودنا هنا، انني ذاهب للصفر الأبدي، الذي لا عودة منه.

لذلك أنا لا أحتفل به، لأنه خطوة نحو الموت، الفقد.

لا أراه أسلوب للتعبير عن الحب والود، ما أجمل الهدايا التي تأتي بلا ميعاد، وما أرق كلمات الحب التي تقال بلا مناسبة غير المشاعر الصادقة التي تفيض من وجداننا.

الزمن هو الهاجس الذي يخيفني جدًا، حد الربكة والأرق، يقلقني، وبالخصوص لأني بأغلب أيامي أكون مسافر بعيد عن أهلي ومن أحب.

حلمٌ حلمت به منذ سنوات، لهذه اللحظة تأثيرة لا يزداد إلا قوة بداخلي كلما ذكرته، تفاصيله مشوشة بعض الشيء، الموقف الراسخ بذاكرتي هو: أنني رأيت أبي وقد شاب شعر رأسه، وكهُلت ملامحه كثيرًا، كنت أبكي حينها وأصرخ بشكل هستيري بوجه الزمن أن يقف، كفى! وكنت أتحدث مع والدي وأحرك يدي، بكلمات لم أعد أتذكرها، لكنني أتذكر الحزن العمق والدمعة تصاحبها.

الخوف من الزمن هو بدافع غريزة البقاء عند الإنسان، لا نريد أن نرحل من هذا الوجود، ونحن نعلم بأن هذا الأمر حتمي، لكن هناك صوت بداخلنا يرفض نقطة النهاية.

مع تطور العلم، عرف الإنسان التحكم بأمور كثيرة، نحن نجيد التعامل مع العناصر الكيمائية والاستفادة منها، نغير الخصائص الفيزيائية للأجسام ونشكلها كما نريد، وأكثر من ذلك، سيطرتنا الجزئية هي بالمكان، لكن الزمن عصي عن الفهم، عنيد لا تستطيع التحاور معه، انه لغز خفي.

"اننا لا نعدو أن نكون ذرات متناهية في الضآلة على سطح حبة من التراب مفقودة في اتساع العوالم غير المحدودة"


يسعدني ويشرفني قراءة تعليقاتكم💐

هناك 15 تعليقًا:

  1. فكرت مرات كثيرة أن الهدايا في مثل هذه المناسبات هي نوع من التعزية .. كما هدايا العرس ..أو ربما نوع من تشتيت الانتباه عن الحقيقة الساخرة ..

    ردحذف
  2. هناك سنه مرت وانتم بقربي
    هناك سنه مرت وانا بخير
    وامي لازالت بقربي
    وابي ايضاً
    هناك سنه مرت لعل فيها من الفرح والخير العظيم
    اكبر وانضج واتعلم وافكر بطريقه اكثر اتساع
    اصعد خطوه اخرى في سلم النجاح
    هناك العديد والعديد من الأشياء التي حدثت وتحدث على الدوام
    وتجعلني اكن لتاريخي الذي ولدت به استثناء يليق بي وبما فعلته طيلة السنوات الماضيه .. واحتفاءً به ..
    كأمنيه ومطلب بأن اكون بخير وكل الاصدقاء حولي بخير واهلي ايضاً وكل من احب ...

    ردحذف
  3. وضعني ربي في هذه الدنيا كاختبار لي فكره الابديه لا وجود لها الا في العالم الآخر ، لو كنت في امتحان دراسي لاحتفلت مع انهائي لكل سؤال بالشكل الصحيح ولفرحت بالنتيجه اكثر فاكثر ، هل نجزع لشيء زائل ؟ ونتناسى الشيء الابدي ؟ ساحتفل بنفسي كل عام ولو لم اتلقى اي هدية سوف اهدي نفسي ما تتمنى سوف اشكرها على وقوفها معي ، مساندتها لي ، واذكرها دائما بالمحطة النهائية حيث السعاده والحب واللافراق ..

    ردحذف
  4. جمبل يا صديقي

    ردحذف
  5. انا عودت نفسي شوف الجانب الحلو من كل شيء بالحياه لذلك اختلف معك

    ردحذف
  6. "ما أجمل الهدايا التي تأتي بلا ميعاد، وما أرق كلمات الحب التي تقال بلا مناسبة غير المشاعر الصادقة التي تفيض من وجداننا" أجمل اقتباس من النص

    ردحذف
  7. اسمح لي يا رفيقي أن أُبدي إعجابي بما تُدونه دوماً، وأرجو أن يستمرّ مِداد قلمك بالتدفّق..
    رفيقي؛ بعيداً عن النظريات الفيزيائية والفلسفية حول الزمن وماهيته، فإن جَمَال الحياة أحياناً -وربما دائماً- يكون بالتوقف عن إرهاق الذاكرة بالماضي أو القادم، جَمَال الحياة أيضاً يكون بالإيمان، أي الإيمان بالواقع وأن كلّ لحظة " سواء بالمعنى الفيزيائي أو الفلسفي" تَمُرّ هي تُقربنا نحو الخلود الأبدي، نحو السعادة، نحو الأحلام البيضاء، ومَا يوم الميلاد إلّا لحظة من تلك اللحظات التي تستحق منّا الفرح، أُشاطِرك الرأي في أن يوم الميلاد يُنقِص من العمر، لكني أرى أنه يُنقص من عمرك الوهمي وحسب..
    دُمت بودٍ يا رفيقي..

    ردحذف
  8. للتو ناقشت هذه الفكرة مع طلبتي الانسان بين الضرورة والحرية. حتمية الفناء والزوال . الموت ليس مشكلة بالنسبة لي الولادة هي المشكلة

    ردحذف
  9. انا للأسف أشاركك كره حفلات الميلاد الخاصة بي لأنني لا أعتقد أن قدومي لهذه الحياة كان حدثا سعيدا يستحق مني الإحتفال.
    لكنني على الجانب الآخر أحب أن أحتفل بقدوم الأشخاص الذين أحبهم على الخصوص أبنائي وأعتقد أن قدومهم حدث يستحق الامتنان و الإحتفال.

    ردحذف
  10. كلماتك جميله لكن نظرت للموضوع من جانب واحد وتركت جوانبه الجميله وان كنت ضد اعياد الميلاد لكن ليس للاسباب التي ذكرتها اتمنى تراجع افكارك لأنها متعبه وتفقدك لذة الحياه الحياه جمميله بمايكفي ي صديقي-����

    ردحذف
  11. كنت سأقول إن الهدايا مجرد عزاء لكن سبقني أحدهم ، عموماً ياجمال حرفك :)

    ردحذف
  12. 💔💔💔

    لا استطيع الاضافه ما من وجع او فقد يريد الانسان ان ينبشه بعد ان هدأ وتماسك

    ردحذف
  13. مسكينٌ هو الإنسان ، ما قهره شيءٌ أكثر من الزمن .
    الزمن الذي هو وهم ٌ اخترعه الإنسان ليزيدَ أعباء كآبته من خلال تنظيم الأعمال و رسم خطط يومه و سنواته وهو مدركٌ أنه تاركها يوما لا محاله .
    لكي تنعم يا صديق ، انسى هذا المدعو بالزمن و استمتع يكامل لحظاتك ( ان استطعت )
    تدوينه شيقه .

    ردحذف
  14. يولد الانسان باكيا والنَّاس من حولهم يضحكون فرحون. فجهز مكانك تحت الارض ليوم تضحك فيه يوم يكون الناس حولك يبكون
    كن في الدنيا كعابر سبيل واترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا الا ضيوف. وما على الضيوف الا الرحيل

    ردحذف
  15. لطالما كانت دورة الحياة دليلاً نيّراً اعتبرته ولا زلت علامة تحثني على المسير دوماً ولو خذلتني الظروف أو خيّبني أعزائي.
    فضّلت دائماً أن أرفع راية سلامٍ ورضا على كل مايحدث حولي ، اخترت دائماً أن تكون الحياة ساحة عادلة لي مهما تعرضت فيها للظلم ، اخترت أن أعيش بهدوء، بعيداً كل البعد عن مهونة الإنتقام وسخط التجبّر .. لكن ! وللأسف وبكل حزن أقول هذا لم يكفِ لأتوقف عن خوفي ، لا زالت هذه الأيام مرعبه بالنسبه لي ، وفي كل عام يتجدّد خوفي الدفين من أن أكون مالا أستحق ، أو أقلّ من أحلامي , أو أكثر منها حتى ، أرعبتني فكرة ألا أكون مثالية كما أريد بلا زيادة ولا نقصان .
    أرعبني كل ميلاد لي ، بأن أفقد هذا البريق في عيني لو رأيت يوماً خيبة أمل كبيرة على وجه أحد هؤلاء الأوفياء حولي ، لو بهتت صورتي يوماً ما في قلوبهم ولم أعد بهذه البشاشة ولا الرحابة في صدورهم !
    كاان الميلاد كابوساً لأنني أخشى كل عام من القلّة ، من قلة الأهداف ، قلة الأصدقاء ، قلة الأفراح ، قلة ما قد أضيفه لعائلتي من سعادة أو فخر جديد كل عام !
    يفزعني أن تكون أعظم لحظة في حياتهم هي لحظة خروجي لهذه الحياه فقط ، وألا أبدو مجدداً بريئة وشفافة وبسيطة وقوية وسعيدة كما كنت !
    الخوف يتغلب على كل شيء ، عندما أجد نفسي أحترق كل عام لأتذكر حياتي بعد أعوام عديده بالجمال ، بالسعاده التي حشوتها في أيامي مهما اسودّت!
    أودّ أن أكون ميلاداً مباركاً لنفسي ، لأحبابي ، وهذه نقطة الضعف والقوة في آن واحد لدي.
    أعتقد .. أنه يوماً ما أنا وكل من هم مثلي .. سنتخلى عن هذا الحمل الثقيل ، سنفضّل أن نعيش ميلادنا البهيج بخفة أكثر ، لإن كل هذا العشم من أشخاص يامرون على النفس والجسد .. شيء لانطيقه بارواحنا الضعيفه هذي ..
    وسنجد السماح والرضا والسلام بكل تأكيد ..
    كلي إيمان بهذا .

    ردحذف